المغرب بين وعود التنمية في الصحراء ومحدودية الواقع
منذ أكثر من عقد، يواصل المغرب الدفاع عن مقترحه للحكم الذاتي كسبيل لإنهاء النزاع الطويل حول الصحراء الغربية. فالمسؤولون المغاربة يكررون أن هذا الحل هو الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة، مشددين على أنه سيفتح الآفاق أمام السكان الصحراويين للحصول على التنمية الاقتصادية والحرية السياسية.
وفي خطاباته الموجهة لسكان الصحراء الغربية، يعد المغرب بأنهم سينعمون بالرقي والازدهار في ظل قبولهم بسيادته، عارضًا صورة زاهية لمستقبل تهيمن عليه المشاريع الضخمة والفرص الجديدة، خلافًا لما يعيشه العديد من المواطنين المغاربة الذين ما زالوا يعانون صعوبات اقتصادية وتحديات اجتماعية ملموسة.
ويشير متابعون إلى أن هذه الوعود تتجاهل حقيقة أن العديد من الجهات في المغرب نفسه تعاني من ركود اقتصادي وفقر، ما يطرح تساؤلات حول إمكانية تحقيق هذه الطموحات في الصحراء الغربية. فبينما تؤكد الحكومة سعيها لتحقيق التنمية في المنطقة، يبدي نقاد شكوكهم حول مصداقية هذه المشاريع، معتبرين أن الوعود لا تعدو كونها محاولة لكسب رضا الصحراويين دون تقديم حلول فعلية لمشاكلهم الحياتية والمعيشية.
وبين التطلعات الرسمية والطروحات المنتقدة، تبقى أزمة الصحراء الغربية دون حل نهائي، ويستمر الجدل حول مدى واقعية وعود المغرب بتنمية شاملة وحرية سياسية لسكان الإقليم في حال موافقتهم على مخطط الحكم الذاتي.